يا اوكامبو يا ابن الكلب الرد الرد ببناء السد

في 4 مارس وكما يعلم الجميع أصدرت محكمة الجنايات الدولية أمرا بالقبض على البشير باعتباره مرتكبا لجرائم حرب عديدة (تفاصيل الخبر في صفحات الموقع الرئيسية) ومنذ ذلك الحين (وحتى قبل ذلك) استعرت حمى أوكامبو في أجساد وأفكار مساندي النظام ومطبليه وعدد من الجهلة الذين غرتهم شعارات لا وجود لها في الأصل كواقع يعيشه المواطن السوداني البسيط كالسيادة الوطنية ..

تعليقي هنا لا يأتي من باب تأييد طلب المحكمة الجنائية، ففي النهاية قناعتي هي أن أي مواطن سوداني يجب أن يكون تحت طائلة القانون السوداني (وليس القانون الكيزاني) وليس تحت طائلة أي قانون آخر، فأمريكا التي ترفض محاكمة مواطنيها في عدد من الدول وتطالب بأن تتم محاكماتهم في الولايات المتحدة ليست أفضل منا في عزتها الوطنية في شيء.

لكنني في الجانب الآخر عملي ولاأريد أن يذهب السودان لأجل رجل، اتفقنا او اختلفنا حوله، لن أفديه أنا أو غيري بأمي وأبي وأهلي، أي أنني لن أدعو لحرب من أجل ذلك الرجل، (وحقيقة لا يوجد في السودان حاليا من يستحق أن يحارب السودان كله لأجله)، فنحن لا نريد أن يتكرر منظر أبوغريب في السودان ولا مناظر الاغتصابات التي قام بها جنود قوات الاحتلال في العراق ولا الخراب الذي حاق بالبنية التحتية هناك (هذا بافتراض وجود حد أدنى من البنى التحتية في السودان) ولا ما حدث في أفغانستان.. الخ

لكن مهلا ..

أوكامبو نفسه، بصفته قائد الحملة ضد البشير التي تدعو لاعتقاله، أكد مرارا أن الحكومة السودانية ليست معنية بشيء بخصوص هذا القرار، أي أن القرار لم يكن يقصد استعداء الحكومة السودانية، ناهيك عن استعداءه للشعب السوداني وبالتي فإن المحكمة لن تتخذ أي إجراءات ضد الحكومة (ناهيك عن الشعب)، حيث أنها تطلب متهما بعينه ولن تأخذ حكومة ينتمي إليها بجريرته، باعتباره المتهم الرئيس في جرائم الحرب التي من أجلها تم طلب إيقافه.

فاستعجال السذج في وسط (التسطيح) الإعلامي و(غسيل) العقول الذي حدث كنتيجة طبيعية لانهيار فعالية التعليم وحجر الرأي والرقابة المفروضة عل كل المواد المنشورة بما فيها الصحف اليومية، أدى لأن يترجم الكثير من المغفلون (في الحقيقة من تم استغفالهم) طلب المحكمة الدولية على أنه أمر حرب ضد ا لسودان وبالتالي، سمعنا (يا أوكامبو يا جبان ... أخوات نسيبة في الميدان)، استعجالهم لهذه الشعارت لا يختلف كثيرا عن شاعرات الكيزان في أوائل التسعينات (لن نذل ولن نهان ولن نطيع الأمريكان .. وكذلك .. الطاغية الأمريكان ليكم تدربنا .. وأيضا .. أمريكا روسيا قد دنى عذابها ..الخ) ولكن ما حدث على أرض الواقع، حتى في عقد التسعينات هو أن الحكومة السودانية كانت أكثر الحكومات الشرق أوسطية فائدة في تعاونها مع ال CIA في محاربة من تسميهم الولايات المتحدة وحلفائها بالإرهابيين، فكارلوس والمعلومات القيمة عن بن لادن وجماعته التي سربتها الحكومة السودانية كانت هدية لا تقدر بثمن للمخابرات الأمريكية ..

وكذلك اتفاق نيفاشا المسمى باتفاق السلام، هو أيضا أحد مظاهر السقوط المريع لشعارات مثل (الطاغية الأمريكان .. ليكم تسلحنا) حيث أن العقلية الكيزانية لا يمكن أن تتنازل هكذا دون إرادتها عن جزء من السلطة والثورة لشخص خارج دائرة منفعتها ومنفعة قياداتها الجشعين، ودليل ذلك الممارسات الكيزانية على جميع المستويات بمن فيها المستوى الطلابي (وشعارات مثل، أخدناها بالدبابة، الدايرها يشيلها بالدبابة) وبالنسبة للممارسات الطلابية، ما حدث في النيلين مؤخرا (( طلاب الوطني بالنيلين يحتجزون إدارة الجامعة بمكاتبهم )) ليس إلا دليل يؤكد ذلك.

أترك المجال لتعليقاتكم قبل أن أواصل

لكم خالص ودي واحترامي